يستدل البعض من خلال هذه الآية بالتفريق بين الصدقة الواجبة أي الزكاة وصدقة التطوع، وهذا يبطل دعوى من قال أنه لا دليل لصدقات النافلة، وقولهم أن كل ما ورد في القرآن الكريم من صدقات هي الزكاة الواجبة.
وكما هو معلوم أن معنى بعض الألفاظ اذا اجتمعت تفرقت واذا تفرقت اجتمعت. وهنا اجتمعت “آتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى” و “آتَى الزَّكَاةَ”، فالأولى يقصد بها الصدقة النافلة والثانية يقصد بها الزكاة الواجبة ركن الاسلام الثالث.
أما في الآيات التي تذكر فقط الصدقات أو ايتاء المال، فقد تحتمل معنى الزكاة، كما في الآية “إنما الصدقات للفقراء والمساكين” وهي التي ذكرت أصناف مستحقي الزكاة.
قَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ نَبِيَّ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْبِرِّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ قَبْلَ الْفَرَائِضِ إِذَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.