معتقد خاطئ
الصدقة على الأغنياء فقط، أنا فقير، فلماذا أتصدق؟؟

 

الرد عليها:
مقياس الغنى والفقر مقياس نسبي، لا يوجد مبلغ معين إذا ملكته تعتبر غني، وإذا لم تملكه تكون فقيراً.

فمثلاً، لو كانى عندك ألف درهم، فأنت غني بالنسبة لمن يملك عشرة دراهم، وفقير بالنسبة لمن يملك مليون درهم.

في المقابل، في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وقصص السلف الصالح ما يشير إلى أن الصدقة تكون من جميع طبقات المجتمع.

ويرجع ذلك إلى قوة إيمانك ورغبتك في تحصيل عظيم الدرجات، فإذا كان إيمانك قوياً، فلن تلتفت إلى وعد الشيطان الذي يعدك بالفقر إذا تصدقت (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ) الآية ، ولكن تستجيب لأمر الله تعالى وحثه عباده جميعهم على الإنفاق بوعدهم بالعوض والحسنات (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)

وفي الحديث الشريف، حث النبي صلوات الله وسلامه عليه على الصدقة وأنها المنجية من النار بأقل القليل. ومنها قوله (اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ) أي نصف تمرة لمن لا يملك سوى تمرة واحدة، فيقسمها ويتصدق بنصفها.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “سبق درهم مئة ألف درهم”، أي: نفقة درهم في سبيل الله بالتصدق به عن طيب خاطر وإخلاص نية؛ فإن ذلك في الأجر والثواب أفضل من نفقة مئة ألف درهم، “قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما”، أي: إنه رجل فقير لا يملك إلا درهمين فأنفق وتصدق بأحدهما وهو فقير محتاج فيكون قد أنفق نصف ماله، مع احتياجه إلى ما أنفقه، “وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مئة ألف درهم فتصدق بها”، أي: إنه رجل غني، فأنفق من بعض ماله مئة ألف فقط، وبقي أكثر ماله كما هو.
وقد ورد في رواية موضحة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: “أي الصدقة أفضل؟ قال: جُهْدُ المقِلِّ”، والجهد الوسع والطاقة، أو المشقة والغاية، والمقل: الفقير الذي معه شيء قليل من المال: أي: إن أفضل الصدقة هو الذي يتصدق به الفقير قليل المال على قدر طاقته ووسعه مع مشقة ذلك عليه، وإنما كانت صدقة المقل أفضل من صدقة الغني؛ لأن الفقير يتصدق بما هو محتاج إليه، بخلاف الغني؛ فإنه يتصدق بفضول ماله.

وقد تظن نفسك فقيراً، وأنت لست كذلك، لكن هي فقط خشية من الفقر ومما قد يصيبك في قادم الأيام، بل وترغب بالزيادة وجمع المال لتتمتع بها وأولادك، فتمسك يدك وتبخل ولا تنفق. فقد ورد في الحديث الشريف أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان.

الخلاصة
أن ديننا الحنيف يحثك على التصدق في السراء والضراء وفي قلة المال وكثرته، لأن أجر الصدقة عظيم لما فيه من صدق إيمان العبد. فارجع إلى نفسك وصارحها، واطرد الشيطان ووساوسه.