ركن الزكاة هو المقصود فقط بالصدقة!!
معتقد خاطئ:
ركن الزكاة هو المقصود فقط بالصدقة في القرآن الكريم، و لا توجد صدقة نافلة!!
الرد عليها:
قد يحتج البعض أن كلمة صدقة أو انفاق الواردة في آيات القرآن الكريم هي المقصود بها الزكاة – الركن الثاني في الاسلام – وبذلك فلا ينفق من ماله لأبواب الخير إلا من الزكاة الواجبة، ولا يخرج غيرها.
فالزكاة الواجبة تختلف عن الصدقة النافلة من حيث الشروط والأحكام ولمن تجب. فمثلاً الزكاة تدفع للأصناف الثمانية المذكورين في قوله تعالى: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). أما الصدقة فتجوز لهؤلاء الأصناف الثمانية وغيرهم مثل الكفار والمشركين، كما قال الله تعالى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )، قال القرطبي : والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركاً.
وكما يستدل من يحمل هذا المعتقد الخاطئ من القرآن الكريم، فهذا دليل من القرآن الكريم يثبت غير ذلك، فقد جمعت الزكاة والصدقة في آية واحدة في سورة البقرة، قال تعالى ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، ومعلوم أنه إذا اجتمعت كلمتان في سياق واحد فكل منهما تعطي معنى مختلف وليست تكراراً.
لذلك، قد يدخل عليك الشيطان ليصدك عن التصدق في أوجه الخير كلها، فيحرمك الخير الكثير والأجر الكبير في الدنيا