أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: قالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدِ سَارِقٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى سَارِقٍ فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدَيْ زَانِيَةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ علَى زَانِيَةٍ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى زَانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى غَنِيٍّ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى سَارِقٍ وعلَى زَانِيَةٍ وعلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فقِيلَ له: أَمَّا صَدَقَتُكَ علَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِنَاهَا، وأَمَّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فيُنْفِقُ ممَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ.
رواه البخاري ومسلمالأصل في الصدقات والتي تميل لها النفس الطيبة أن يضعها في يد مستحقها كفقير محتاج أو إمرأة مسكينة متعففة، فلذلك يتحرى ويسأل ويتحقق صاحب الصدقة حتى يجد مبتغاه ويدفعها له.
لكن قد يكون هذا مدخل كبير للشيطان ليجهدك ويمنعك من الصدقة من حيث لا تعلم، حين يوسوس لك أن هذا غير محتاج أو هذا متسول أو هذا غني.
ففي الحديث أن الله تعالى تقبل منه مع اجتهاده، وقد يكون سبباً لهؤلاء أن يتعضوا ويتوبوا، فزاد أجر المتصدق بهدايتهم.
التحري واجب في الزكاة لأن للمستحق شروطاً، أما في صدقة التطوع فأصناف المستحقين أكثر والشروط أقل، ومع ذلك فمطلوب التحري لكن بدون تشدد حتى لا تجد نفسك قد امتنعت شيئاً فشيئاً عن الصدقات النافلة وفعل الخير.
اجعل نظرك في صدقتك لله تعالى واطلب الأجر منه، وسيجازيك على ذلك ما دام خالصاً لوجهه سبحانه، ولا تلتفت لكلام الناس أو جزاء من أحد حتى من تصدقت عليه.